اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَلَوۡلَآ أَجَلٞ مُّسَمّٗى لَّجَآءَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ وَلَيَأۡتِيَنَّهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (53)

قوله : «وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ » نزلت في النضر بن الحارث{[41610]} حين قال : { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السماء }{[41611]} { وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُسَمًّى } قال ابن عباس : ما وعدتك أني لا أعذب قومك ولا أستأصلهم وأؤخر عذابهم إلى يوم القيامة كما قال : { بَلِ الساعة مَوْعِدُهُمْ }{[41612]} وقيل : يوم بدر . ولولا ذلك الأجل المسمى الذي اقتضته حكمته { لَجَاءَهُمُ العذاب وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً } يعني العذاب . وقيل : الأجل بغتة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بإتيانه ، وقوله : { وهم لا يشعرون } يحتمل وجهين :

أحدهما : معنى تأكيد{[41613]} قوله : «بغتة » ، كما يقول القائل : أتيته على غفلة منه بحيث لم يدرِ .

فقوله : { بحيث لم يدر } أكد معنى الغفلة .

والثاني : أنه يفيد فائدة مستقلة وهي أن العذاب يأتيهم بغتة { وهم لا يشعرون } هذا الأمر ، ويظنون أن العذاب لا يأتيهم أصلاً .


[41610]:القرطبي 13/356.
[41611]:الأنفال: 32.
[41612]:القمر: 46.
[41613]:الأصح: تأكيد معنى قوله "بغتة".