قوله ( تَعَالى{[42239]} : ) { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الموتى } لما علم رسوله وجوه الأدلة ووعد وأوعد ولم يزدهم دعاؤه إلا فراراً وكفراً وإصراراً{[42240]} ، قال : { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الموتى } وقد تقدم الكلام على نحو { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ } إلى آخره في الأنبياء ، وفي النمل{[42241]} . واعلم أن إرشاد الميِّتِ محالٌ والمحالُ أبعد من الممكن ثم إرشاد الأصمِّ صعبٌ فإنه لا يسمع الكلام وإنما يفهم بالإشارة والإفهام بالإشارة صعب ثم إرشاد الأعمى أيضاً صعب وإنك إذا قلت له الطريق على يمينك يدور إلى يمينه لكنه لا يبقى عليه بل يَحيد عن قرب ، وإرشاد الأصَمّ أصعب ولهذا تكون المعاشرة مع الأعمى أسْهَل من المعاشرة مع الأصم الذي لا يسمع لأن غايته الإفهامُ بالكلام وليس كلّ ما يفهم بالكلام يفهم بالإشارة ، فإن المعدومَ والغائب لا إشارة إليه فقال : { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الموتى } ( ثم قال{[42242]} : وَلاَ الصُمَّ وَلاَ تَهْدِي العُمْيَ ) وقال في الأصم : { إِذَا وَلَّوا مُدْبِرِينَ } ؛ ليكون أدخل في الامتناع لأن الأصمَّ وإن كان يَفْهِم فإنما يفهم بالإشارة ، ( فإِذَا وَلَّى{[42243]} لا يكون نظره إلى المشير فامتنع إفهامه بالإشارة أيضاً ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.