اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ كَذَٰلِكَ كَانُواْ يُؤۡفَكُونَ} (55)

قوله : { وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يُقْسِمُ المجرمون } يحلف المشركون «مَا لَبِثُوا » في الدنيا «غَيْرَ سَاعَةٍ » أي إلا ساعة ، لما ذكر الإعادة والإبداء{[42252]} ذكره بذكر أحوالها ووقتها .

قوله : «مَا لَبِثُوا » جواب قوله «يُقْسِمُ » وهو على المعنى ؛ إذ لو حكى قولهم بعينه لقيل : ما لبثنا ، والمعنى أنهم استقلوا أجل الدنيا لما عاينوا الآخرة{[42253]} . وقال مقاتل والكلبي : ما لبثوا{[42254]} في قبورهم غير ساعة كما قال : { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا } [ النازعات : 46 ] وقوله : { يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يلبثوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ } [ الأحقاف : 35 ] .

قوله : «كَذَلِكَ » أي مثْلُ ذَلِكَ الإفك «كانَوا يُؤفَكُونَ » أي يصرفون عن الحق في الدنيا{[42255]} ، وقال الكلبي ومقاتل كذبوا في ( قبورهم ){[42256]} قولهم غير ساعة كما كذبوا في الدنيا أن لا بعث ، والمعنى{[42257]} أن الله تعالى أراد أن يَفْضَحَهُمْ{[42258]} فحلفوا على شيء ( يتبين{[42259]} ) لأهل الجمع أنهم كاذبون{[42260]} ،


[42252]:المرجع السابق.
[42253]:انظر: القرطبي 14/47 وزاد المسير لابن الجوزي 6/311.
[42254]:المرجعان السابقان.
[42255]:انظر: غريب القرآن لابن قتيبة 343 والقرطبي 14/47 والكشاف أفك قال في الغريب "ويقال: أفك الرجل إذا عدل به عن الصدق وعن الخير، وأرض مأفوكة، أي محرومة المطر". انظر: غريب القرآن 343.
[42256]:زيادة لا معنى لها والأصح: كذبوا في قولهم غير ساعة.
[42257]:في "ب" أي أن.
[42258]:زاد المسير 6/311.
[42259]:ساقط من "ب".
[42260]:قال القرطبي في 14/47 "وقد زعم جماعة من أهل النظر أن القيامة لا يجوز أن يكون فيها كذب لما هم فيه والقرآن يدل على غير ذلك".