قوله : «فَيَوْمَئِذٍ » أي إِذْ يَشْفَعُ ذَلك يقولُ الذين أوتوا العلمَ تلك المقالة «لا ينفع » هو الناصب ليومئذ قبله ، وقرأ الكوفيون{[42273]} هنا وفي غافر{[42274]} بالياء{[42275]} من تحت وافقهم نافعٌ على ما في غافر ؛ لأن التأنيث مجازيّ ولأنه قد فصل أيضاً والباقون بالتأنيث فيهما مراعاةٌ للفظ{[42276]} .
قوله : { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } قال الزمخشري من قولك : اسْتَعْتَبَنِي فلانٌ فَأَعْتَبْتُهُ أي اسْتَرْضَانِي فَأَرضَيْتُهُ ، وذلك إذا كان{[42277]} جانياً ( عليه ) وحقيقة «أَعْتَبْتُهُ » أزلت عَتْبَهُ ألا ترى إلى قوله :
4048 - غَضِبَتْ تَمِيمٌ أن تقَتَّلَ عَامِرٌ *** يَوْمَ النِّسَارِ فَأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ{[42278]} {[42279]}
كيف جعلهم غضاباً ، ثم قال : «فأُعْتِبُوا » أي أُزِيلَ غَضَبُهُمْ ، والغضب في معنى العتب والمعنى لا يقال ( لهم ){[42280]} أرضوا ربكم بتوبة وطاعة ، ومثله قوله تعالى : { فاليوم لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ }{[42281]} . فإن قلتَ : كيف جعلوا غير مُسْتَعْتَبِين في بعض الآيات وغير مُعْتَبِينَ في بعضها وهو قوله : { وَإِن يُسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِنَ المعتبين } قلت : أما كونهم{[42282]} غير مُسْتَعْتَبِينَ فهذا معناه ، وأما كونهم غير معتبين فمعناه أنهم غيرُ راضينَ بما هم فيه فشُبِّهَتْ حالُهُمْ بحال قوم جُنِيَ عليهم فهم عاتبون على الجاني غير راضين ( منه{[42283]} ) فإن يستعتبوا الله أي يسألون إزالة ما هم فيه فما هم من المُجَابِينَ{[42284]} انتهى . وقال ابن عطية ويستعتبون{[42285]} بمعنى يعتبون كما تقول يَمْلِك ، ويَسْتَمْلِكُ ، والباب في «استفعل » طلب الشيء وليس هذا منه ؛ لأن المعنى كان يفسد إذْ كان المفهوم منه ولا يُطْلَبُ منهم عُتْبَى ، قال شِهابُ الدِّين{[42286]} : وليس ( هذا ){[42287]} فاسداً لما تقدم في قول الزمخشري{[42288]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.