اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا} (58)

قوله : { والذين يُؤْذُونَ المؤمنين والمؤمنات بِغَيْرِ مَا اكتسبوا } أي من غير ما عملوا ما أوجب أذاهم ، وقال مجاهد : يقعون فيهم ويرمونهم بغير كلام{[43940]} ، وقيل : إن من جُلِدَ مائة على شرب الخمر أو حُدَّ أربعين على لعب النَّرْد فقد أوذي بغير ما اكتسب{[43941]} .

قوله : «فَقَد احْتَمَلُوا » خبر «والذين » ودخلت الفاء لشبه الموصول بالشرط{[43942]} .

وقوله : { بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً } قال مقاتل{[43943]} : نزلت في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كانوا يؤذونه ويسمعونه{[43944]} وقيل : نزلت في شأن عائشة ، وقال الضحاك والكلبي : نزلت في الزّناة ( الذين ){[43945]} كانوا يتمشون في طريق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن فيغمزون المرأة فإِن سكتت اتبعوها وإن زجرتهم انتهوا عنها ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء ولكن كانوا لا يعرفون الحرة من الأَمَةِ ؛ لأن زي الكل كان واحداً يخرجن في دِرْع وخمار الحرة والأمة فشكَوا ذلك إلى أزواجهن فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية{[43946]} : { والذين يُؤْذُونَ المؤمنين والمؤمنات } الآية ،


[43940]:أو جرم قاله الخازن والبغوي في المرجعين السابقين.
[43941]:هذا هو رأي الفخر 25/228 و 229.
[43942]:في أن الشرط يجيء جوابه بالفاء فإنها لا تأتي إلا إذا كان الجواب جملة اسمية أو جملة فعلية فعلها طلبي أو جملة مصدرية بالسين وسوف أو بقد كما هنا، وانظر: الدر المصون للسمين الحلبي 4/402.
[43943]:تفسير الخازن والبغوي 5/276.
[43944]:في تفسير البغوي: "ويشتمونه".
[43945]:سقطت من "ب".
[43946]:المرجعان السابقان.