اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱصۡلَوۡهَا ٱلۡيَوۡمَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (64)

«اصْلَوْهَا الْيَوْم » أي ادخلوها{[2]} اليوم «بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ » . وفي هذا الكلام ما يوجب شدة ندامتهم وحزنهم من ثلاثة أوجه :

أحدها : قوله تعالى : { اصلوها اليوم } أمر تنكيل وإهانة كقوله :

{ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الكريم } [ الدخان : 49 ] .

الثاني : قوله : «اليوم » يعني العذاب حاضر ولذاتك قد مضت وبقي اليوم العذاب .

الثالث : قوله تعالى : { بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } فَإن الكفر والكفران ينبئ عن نعمة كانت فكفر بها وحياء الكفور من المنعم من أشدّ الآلام كما قيل : أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ لِذَي همَّة حَيَاء المُسِيءِ مِنَ الْمُحْسِنِ{[46533]} .


[2]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/605) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
[46533]:الرازي 26/101 وفي الرازي لذي نعمة، وانظر هذه الحكمة من خلال هذا البيت الشعري في السراج المنير للخطيب الشربيني 3/359.