قوله : { وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا على أَعْيُنِهِمْ } أي أذهبنا أعينهم الظاهرة بحيث لا يبدو لها جفن ولا شِقٌّ وهو معنى الطَّمْس{[46553]} ، كقوله تعالى : { وَلَوْ شَآءَ الله لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } [ البقرة : 20 ] يقول : إذا{[46554]} أعمينا قلوبهم لو شئنا أعمينا أبصارهم الظاهرة{[46555]} .
قوله : { فاستبقوا } عطف على «لَطَمَسْنَا » وهذا على سبيل الفَرْض والتقدير{[46556]} . وقرأ عيسى فَاسْتَبِقُوا أمراً{[46557]} . وهو على إضمار القول أي فيُقَالُ لَهُمْ اسْتَبقُوا{[46558]} والصِّراط ظرف مكان مختص عند الجمهور فلذلك تأولوا وصول الفعل إليه إما بأنه مفعول ( به ){[46559]} مجازاً جعله مستبقاً لا مُسْتَبَقاً إليه ويضمن استبقوا معنى بادروا وإما على حذف الجار أي إلى الصراط{[46560]} . وقال الزمخشري : منصوب على الظرف{[46561]} ، وهو ماش على قول ابن الطراوة{[46562]} فإن الصراطَ والطريق ونحوهما ليست عنده مختصة{[46563]} إلا أن سيبويه على أن قوله :
4184- لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ . . . فِيهِ كَمَا عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ{[46564]}
وقرأ أبو بكر مَكَانَاتِهِمْ{[46565]} جمعاً ، وتقدم في{[46566]} الأنعام . والعامة على «مُضِيًّا » بضم الميم وهو مصدر على فُعُولٍ أصله مُضُويٌ{[46567]} فأدغم وكُسِرَ ما قبل الياء ليصبح نحو : «لُقِيًّا »{[46568]} . وقرأ أبو حيوة ورُويَتْ عن الكِسائيِّ مِضِيًّا ( أي ){[46569]} بكسر الميم إتباعاً لحركة العين{[46570]} نحو { عِتِيّاً } و { صِلِيّاً } [ مريم : 69 - 70 ] وقرئ بفتحها وهو من المصارد التي وردت على فعِيلٍ كالرِّسيم والزَّمِيلِ{[46571]} .
فصل{[46572]}
المعنى كما أعمينا قلوبهم لو شئنا أعمينا أبصارهم الظاهرة فاستبقوا الصراط فتبادروا إلى الطريق «فَأَنَّى يُبْصِرُونَ » كيف يبصرون وقد أعمينا أعينهم يعني لو نشاء لأضللناهم عن الهُدَى وتركناهم عُمْياً يترددون فكيف يبصرون الطريق حنيئذ ؟ هذا قول الحسن ، وقتادة ، والسدي . وقال ابن عباس ومقاتل وعطاء وقتادة : معناه لو نشاء لَفَقَأنَا أعين ضلالتهم فأعميناهم عن غيهم وحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى فأبصروا رشدهم فأنى يبصرون ولم أفعل ذلك بهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.