اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱمۡتَٰزُواْ ٱلۡيَوۡمَ أَيُّهَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (59)

قوله : { وامتازوا } عى إضمار قول مقابل لما قيل للمؤمنين أي ويقال للمجرمين امتازوا أي انعزلوا من مَازَهُ يَمِيزُهُ{[46483]} .

قال المفسرون : إن المجرم يرى منزلة المؤمن ورفعته ( ويرى ذَلَة نفسه ){[46484]} فيتحسر فيقال : امتازوا اليوم . وقيل : المعنى ادخلوا مساكنكم من النار ، وقال أبو العالية تميزوا ، وقال السدي : كونوا على حِدَة{[46485]} . وقال الزجاج : انفردوا عن المؤمنين{[46486]} والمجرم هو الذي يأتي بالجريمة . وقيل : إن قوله وامتازوا أمر تكوين فحين يقول فيميزون بسيماهم ويظهر على جباههم أو في وجوههم سواد كما قال تعالى : { يُعْرَفُ المجرمون بِسِيمَاهُمْ } [ الرحمن : 41 ] .


[46483]:الدر المصون 4/529.
[46484]:سقط من ب.
[46485]:معالم التنزيل للبغوي 6/12.
[46486]:قاله في معاني القرآن وإعرابه له 4/292.