قوله { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً } أي خَلْقاً كثيراً{[46510]} .
قوله : «جبلاًّ » قرأ نافع وعاصم بكسر الجيم والباء وتشديد اللام ، وأبو عمرو وابن عامر بضمة وسكون{[46511]} والباقون بضمتين واللام مخففة في كِلْتَيْهِمَا{[46512]} . وابنُ أبي إسْحَاقَ والزّهريّ وابنُ هُرْمُز بضمتين وتشديد اللام{[46513]} والأعمش بكسرتين{[46514]} وتخفيف اللام{[46515]} والأشهب العُقَيْلي{[46516]} واليمانيّ وحماد بن سلمة{[46517]} بكسرة{[46518]} وسكون وهذه لغات في هذه اللفظة وتقدم معناها آخر الشعراء{[46519]} . وقرئ جِبَلاً بكسر الجيم وفتح الباء جمع جِبْلَةٍ ، كفِطَرٍ جمع فِطرَة{[46520]} ، وقرأ عَلِيُّ بْنُ أبي طالب بالياء من أسفل ( ثنتان ){[46521]} . وهي واضحة .
قال ابن الخطيب : الجيم{[46522]} والباء لا تخلو عن معنى الاجتماع ( و ) الجبل فيه اجتماع الأجسام الكثيرة وجبل الطين فيه اجتماع أجزاء الماء والتراب ، وشاة لجباء إذا كانت مجتمعةَ اللبن الكثير ، ولا يقال : البلجة نقض على ما ذكرتم فإنها تنبئ عن التفرق فإن الأبلج خلاف المقرون لأنَّا نقول : هي لاجتماع الأماكن الخالية التي تسع المتمكنات فإن البلجة بمعنى . والبَلَدُ سمي بَلَداً للاجتماع ، لا لتفرق{[46523]} الجمع ( العظيم ){[46524]}
حتى قيل : إن دون العشرة آلاف لا يكون بلداً وإن لم يكن صحيحاً . قوله : { أَفَلَمْ تَكُونُواْ } قرأ العامة بالخطاب لبني آدم . وطلحةُ{[46525]} وعيسى{[46526]} بياء الغيبة{[46527]} والضمير للجبل ، ومن حقهما أن يقرءا : التي كانوا يوعدون لولا أن يَعْتَذِرُوا بالالْتِفَاتِ{[46528]} .
الأول : تولّية عن المقصد وخديعته{[46529]} فالشيطان يأمر البعض بترك عبادة الله وبعبادة غيره فهو توليه فإن لم يقدر يحيد{[46530]} بأمر غير ذلك من رياسة وجاه وغيرهما وهو يفضي إلى التولية لأن مقصوده لو حصل لترك الله وأقبل على ذلك الغير فتحصل{[46531]} التولية . ثم قال : «أفلم تكونوا تعقلون » ما أتاكم من هلاك الأمم الخالية بطاعة إبليس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.