اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَحَقَّ عَلَيۡنَا قَوۡلُ رَبِّنَآۖ إِنَّا لَذَآئِقُونَ} (31)

«فَحَقَّ عَلَيْنَا »{[46910]} وجب علينا جميعاً «قَوْلُ رَبَّنَا » يعني كلمة العذاب وهو قوله : { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنة والناس أَجْمَعِينَ } [ هود : 119 ] .

قوله : «إنَّا لَذَائِقُوا الْعَذَابِ » الظاهر أنه من إخبار الكفرة المتبوعين أو الجن بأنهم ذائقون العذاب . ولا عدول في هذا الكلام{[46911]} . وقال الزمخشري ولزمنا قول ربنا إنا لذائقون يعني وعيد الله بأنا لذائقون لعذابه لا محالة ولو حكى الوعيد كما هو لقال إنكم لذائقون ولكنه عدل به إلى لفظ المتكلم لأنهم متكلمون بذلك عن أنفسهم ونحوه قول القائل :

4191- لَقَدْ عَلِمَتْ{[46912]} هَوَزِانُ قَلَّ مَالِي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . {[46913]}

ولو حكى قولها لقال : قَلَّ مَالُكَ ، ومنه قول المحلف للحالف احلف ( لأخْرُجَنَّ ){[46914]} ولَتَخْرُجَنَّ{[46915]} ، الهمزة لحكاية الحالف ، والتاء لإقبال المحالف{[46916]} على المحلف . {[46917]}


[46910]:البغوي 6/21.
[46911]:البحر والدر المرجعان السابقان.
[46912]:في الكشاف زعمت.
[46913]:من تمام الوافر وذلك صدر بيت وعجزه: ............................ وهل لي غير ما أنفقت مال ويروى: ألا زعمت. وهو مجهول القائل وجيء به شاهدا للعدول والالتفات من الخطاب إلى التكلم فكان مسار الكلام وحكاية قولها وهي هوازن قل مالك، وانظر: البحر 7/357 والدر المصون 4/546 والكشاف 3/339 وشرح شواهده 500.
[46914]:زيادة من أ والكشاف عن ب.
[46915]:في ب: ليخرجن بالياء.
[46916]:تصحيح من الكشاف عن النسختين ففيهما المحلف.
[46917]:انظر الكشاف 3/339.