اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ رِزۡقٞ مَّعۡلُومٞ} (41)

وقوله : { أُوْلَئِكَ لَهُمْ } بيان لحالهم ، وقد تقدم في فتح اللام وكسرها من المْخْلَصِينَ{[46939]} قراءتان فمن قرأ بالفتح{[46940]} فالمعنى أن الله تعالى أخلصهم واصطفاهم بفضله . والكسر{[46941]} هو أنهم أخلصوا الطاعة لله تعالى{[46942]} . والرزق المعلوم قيل : بُكْرَةً وعَشِيًّا لقوله : { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } [ مريم : 62 ] فيكون المراد منه معلوم الوقت وهو مقدار غَدْوَةٍ أو عَشْوَة وإن لم يكن ثم بكرة ولا عشية . وقيل : ذلك الرزق معلوم الصفة أي مخصوصاً بصفات من طيب طعم ولذة وحسن منظر . وقيل معناه أنهم يتيقنون دوامه لا كرزق الدنيا الذي لا يعلم متى يحصل ومتى ينقطع وقيل : معلوم القدر الذي يستحقونه بأعمالهم من ثواب الله وقد ( بين{[46943]} أنه ) تعالى يعطيهم غير ذلك تَفَضُّلاً{[46944]} .


[46939]:يشير إلى الآية 24 من يوسف و 40 من الحجر.
[46940]:وهم نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف، والباقون بالكسر انظر: الإتحاف 369.
[46941]:في ب: بالكسر.
[46942]:الرازي 26/136.
[46943]:بياض في ب، وتكملة من أ وفي الرازي بين الله تعالى.
[46944]:الرازي المرجع السابق.