اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ} (9)

قوله تعالى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض . . . } الآية والمعنى : وَلَئِنْ سَأَلْتَ قَوْمَكَ من خَلَقَ السموات والأرض ؟ وقيل : الضمير في «سألتهم » يحتمل رجوعه إلى الأنبياء . والأقرب الأول ، أي منهم مع كفرهم مقرين بعزته ، وعلمه ، ثم عبدوا غيره ، وأنكروا قدرته في البعث ، لفَرْطِ جَهْلِهِمْ{[49623]} .

قوله : { خَلَقَهُنَّ العزيز العليم } كرر الفعل للتوكيد ؛ إذ لو جاء «العزيز » بغير «خلقهن » لكان كافياً ، كقولك : مَنْ قَامَ ؟ فيقال : زيدٌ . وفيها دليل على أن الجلالة الكريمة من قوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله }{[49624]} [ الزخرف : 87 ] مرفوعة بالفاعلية ، لا بالابتداء للتصريح بالفعل في نظيرتها .

وهذا الجواب مطابق للسؤال من حيث المعنى ؛ إذ لو جاء على اللفظ لجيء فيه بجملة ابتدائية كالسؤال .


[49623]:انظر الرازي 27/196 و195 بالمعنى منه.
[49624]:انظر هذا في الأشباه والنظائر للإمام السيوطي 2/50، والدر المصون للإمام السمين الحلبي 4/773.