اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ رَبُّكُمۡ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (8)

قوله تعالى : { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ } العامة على الرفع ، بدلاً أو بياناً أو نعتاً لرب السموات فيمن رفعه أو على أنه مبتدأ ، والخبر : لا إله إلا هو .

أو خبر بعد خبر ، لقوله : إنه هو السميع أو خبر مبتدأ مضمر عند الجميع ، أعني قراء الجر والرفع ، أو فاعل لقوله : «يُمِيتُ » . وفي «يُحْيِي » ضمير يرجع إلى ما قبله أي يُحْيِي هو أي رب السموات ، ويُميت هو ، فأوقع الظاهر موقع المضمر . ويجوز أن يكون «يحيي ويميت » من التنازع يجوز أن ينسب الرفع إلى الأول أو الثاني ، نحو : يَقُومُ وَيَقْعُدُ زَيْدٌ . وهذا عنى أبو البقاء بقوله : على شريطة التفسير{[50269]} . وقرأ ابن مُحَيْصِن وابنُ أبي إسحاقَ وأبو حَيْوَةَ والحَسَنُ بالجر{[50270]} ، على البدل أو البيان أو النعت لرب السموات ، وهذا يوجب أن يكونوا يقرأون رب السموات بالجر . والأنطاكي{[50271]} بالنصب على المَدْح .


[50269]:البحر المحيط لأبي حيان 8/33 والتبيان 1145 والدر المصون 4/811.
[50270]:من القراءات الأربع فوق العشر المتواترة، الإتحاف 388 والبحر 8/33 ومختصر ابن خالويه 137 وانظر هذه القراءة مع الإعراب أيضا تفسير الجامع للقرطبي 16/129.
[50271]:هو أحمد بن جبير بن أحمد أبو جعفر الكوفي نزيل أنطاكية، أخذ عرضا وسماعا عن الكسائي وغيره وقرأ عليه محمد بن العباس بن شعبة وغيره، مات سنة 258 هـ. انظر غاية النهاية 1/42، 43 وذكرها أبو حيان في البحر 8/34 والسمين في الدر 4/811.