اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (6)

قوله : «رَحْمَةً » فيها خمسة أوجه :

الأول : المفعول له والعامل فيه : إما «أنزلناه » ، وإما «أمراً » ، وإما «يفرق » ، وإما{[50250]} «منذرين » .

الثاني : مصدر بفعل مقدراً ، أي رَحِمْنَا رحمة{[50251]} .

الثالث : مفعول بمرسِلِينَ{[50252]} .

الرابع : حال من ضمير «مرسلين »{[50253]} ، أي ذَوِي رَحْمَةٍ .

الخامس : أنها بدل من «أَمْراً » فيجيء فيها ما تقدم{[50254]} ، وتكثر الأوجه فيها حينئذ . و«مِنْ رَبِّكَ » يتعلق{[50255]} {[50256]} برَحْمةٍ ، أو بمحذوف على أنها صفة . وفي : «مِنْ رَبِّكَ » التفات من المتكلم إلى الغيبة ولو جرى على مِنْوَالِ ما تقدم لقال : رَحْمَةً مِنَّا{[50257]} .

فصل

قال ابن عباس ( رَضِيَّ اللهُ عَنُهُمْ{[50258]} ) : معنى رحمة من ربك أي رأفة مني بخلقي ، ونعمةً عليهم بما بعثت{[50259]} إليهم من الرسل . وقال الزجاج : أنزلناه في ليلةٍ مباركة{[50260]} ، «إنه هو السميع العليم » أي إن تلك الرحمة كانت رحمة في الحقيقة ؛ لأن المحتاجين إما أن يذكروا حاجتهم بألسنتهم أولم يذكروها فإن ذكروها فهو سميع ، وإن لم يذكروها فهو تعالى عالمٌ بها .


[50250]:البيان 2/357 والتبيان 1144 و1145، والدر المصون السابق وإعراب النحاس 4/226.
[50251]:السابق وانظر السابقين عليه أيضا.
[50252]:إعراب القرآن السابق والبيان 2/357 ومشكل إعراب القرآن 2/288.
[50253]:وهو رأي الفراء انظر المعاني 3/39.
[50254]:رأي الأخفش نقله ابن الأنباري عنه في البيان 2/357.
[50255]:المرجع السابق.
[50256]:في ب متعلق.
[50257]:الكشاف 3/501.
[50258]:سقط من ب.
[50259]:في ب بعثت.
[50260]:فسرها الزجاج بليلة القدر قال: "وقال المفسرون: في ليلة مباركة هي ليلة القدر" معاني القرآن وإعرابه 4/123.