اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞وَلَقَدۡ فَتَنَّا قَبۡلَهُمۡ قَوۡمَ فِرۡعَوۡنَ وَجَآءَهُمۡ رَسُولٞ كَرِيمٌ} (17)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ . . . } لما بين أن كفار مكة يُصِرُّونَ على كفرهم بين أن كثيراً من المتقدمين أيضاً كانوا كذلك ، وبين حصول هذه الصفة في أكثر قوم فرعون .

قوله : «وَلَقَدْ فَتَنَّا » بالتشديد على المبالغة ، أو التكثير لكثرة{[50303]} متعلّقه{[50304]} . «وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ » يحتمل الاستئناف والحال{[50305]} .

فصل

قال ابن عباس ( رضي الله عنهما{[50306]} ) : ابتلينا{[50307]} . وقال الزجاج : بلونا{[50308]} والمعنى : عاملناهم معاملة المختبر ببعث الرسول إليهم { وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } أي موسى بن عمران .

قال الكلبي : كريم على ربه بمعنى أنه استحق على ربه أنواعاً كثيرة من الإكرام .


[50303]:في ب كثرة بدون لام.
[50304]:البحر المحيط 8/35. والكشاف 3/502.
[50305]:قاله في الدر المصون 4/813.
[50306]:زيادة من ب.
[50307]:الرازي 27/245.
[50308]:لم أجده في معاني القرآن وإعرابه 4/424 بل نقله عنه الرازي.