قوله تعالى : { وخلق الله السموات والأرض بالحق } لما بين أن المؤمن لا يساوي الكافر في درجات السَّعادة أتبعه بالدلائل الظاهرة على صحة هذه الفتوى فقال : { وَخَلَقَ الله السماوات والأرض بالحق } أي لو لم يوجد البعث لما كان ذلك بالحق بل كان بالباطل ؛ لأنه تعالى لو خلق الظالم وسلطه على المظلوم الضعيف ولا ينتقم للمظلوم من الظالم كان ظالماً ، ولو كان ظالماً لبطل أنه ما خلق السموات والأرض إلا بالحق{[50691]} . وتقدم تقريره في سورة يُونُس .
قوله : «بِالْحَقِّ » فيه ثلاثة أوجه إما حال من الفاعل ، أو من المفعول أو الباء للسببية{[50692]} .
قوله : «وَلتُجْزَى » فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يكون عطفاً على «بالحق » في المعنى ، لأن كلاًّ منهما سبب فعطف الصلة على مثلها .
الثاني : أنها معطوفة على معلل محذوف ، والتقدير : خَلَقَ اللهُ السمواتِ والأَرْضَ ليدل بها على قدرته ولتجزى كل نفس والمعنى أن المقصود من خلق هذا العالم إظهار العدل والرحمة ، وذلك لا يتم إلاَّ إذا حصل البعث والقيامة ، وحصل التفاوت بين الدَّركات والدرجات بين المحقين والمبطلين{[50693]} .
الثالث : أن تكون لام الصيرورة ، أي وصار الأمر منها من اهتدى بها قوم وظلَّ عنها آخرون{[50694]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.