ولما بين تعالى أنهم أعرضوا عن الحق بغياً وحسداً ، أمَرَ رسوله بأن يَعْدِلَ عن تلك الطريقة ، وأن يتمسَّك بالحقّ وأن لا يكون له غَرَض سوى إظهار الحق فقال : { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ على شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمر } أي جعلناك يا محمد على سنة وطريقة بعد موسى «مِنَ الأَمْر » من الدِّين { فاتبعها وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ } يعني مراد الكافرين وأديانهم الخبيثة . قال الكلبي : إن رؤساءَ قريشٍ قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة ، ارجع إلى دين آبائك فهم كانوا أفْضَلَ منْك وأسَنّ ، فأَنْزَل الله تَعَالَى هذه الآية{[50641]} .
قوله : «عَلَى شَرِيعةٍ » هو المفعول الثاني لجعَلْنَاك . والشريعة في الأصل ما يرده الناس من الماء في الأنهار ، ويقال لذلك الموضع شريعة ، والجمع شرائع قال :
4443 وَفِي الشَّرَائِع مِنْ جَيْلاَن مُقْتَنَصٌ *** رَثٌّ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُنْسَرِبُ{[50642]}
فاستعير ذلك للدين ، لأن العباد يردون ما يحيى{[50643]} به نفوسهم{[50644]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.