وقوله : " وإسماعيل " هو ابن إبراهيم .
و " إليسع " [ وهو ابن أخطوب بن العجوز ]{[14419]} .
قرأ الجمهور{[14420]} " اليَسَعَ " بلام واحدة وفتح الياء بعدها .
وقرأ الأخوان{[14421]} : اللَّيْسَع بلام مشددة وياء ساكنة بعدها ، فقراءة الجمهور فيها تأويلان :
أحدهما : أنه منقُولٌ من فعل مضارع ، والأصل : " يَوْسَع " ك " يَوْعِد " ، فَوقَعَتِ الواو بين ياء وكسرة تقديرية ؛ لأن الفَتْحَةَ جيء بها لأجْلِ حرف الحَلْقِ ، فحُذِفَتْ لحذفها في " يضع " و " يدع " و " يهب " وبابه ، ثم سمي به مُجَرَّداً عن ضمير ، وزيدت فيه الألف واللام على حَدِّ زيادتها في قوله : [ الطويل ]
رأيْتُ الوَلِيدَ بْنَ اليَزِيدِ مُبَارَكاً *** شَدِيداً بِأعْبَاءِ الخِلافَةِ كَاهِلُهْ{[14422]}
بَاعَدَ أمَّ العَمْرِ مِنْ أسِيرِهَا *** حُرَّاسُ أبْوابٍ عَلَى قُصُورِهَا{[14423]}
وقيل الألف واللام فيه للتعريف كأنّه قدَّر تنكيره .
والثاني : أنه اسم أعْجَمِيٌّ لا اشتقاق له ؛ لأن " اليسع " يقال : إنه يوشع بن نون فَتَى موسى ، فالألف واللام فيه زائدتان ، أو معرفتان كما تقدم .
وهل " أل " لازمة له على تقدير زيادتها ؟
فقال الفَارِسيُّ : إنها لازِمَةٌ شُذُوذاً ، كلزومها في " الآن " .
وقال ابن مالك : " ما قَارَنتِ الأدَاةُ نَقْلَهُ كالنَّضْرِ والنُّعْمَانِ ، أو ارتِجَالَهُ كاليسع والسموءل ، فإنَّ الأغْلَبَ ثُبُوتُ أل فيه وقد تحذف " .
وأما قراءة الأخوين{[14424]} ، فأصله لَيْسَع ، ك " ضَيْغَم وصَيْرَف " وهو اسم أعْجَمِيُّ ، ودخول الألف واللام فيه على الوَجْهَيْنِ المتقدمين .
واختار أبو عبيدة قراءة التخفيف ، فقال : " سمعنا هذا الشيء في جميع الأحاديث : اليسع ولم يُسَمِّهِ أحدٌ منهم اللَّيْسع " ، وهذا لا حُجَّةَ فيه ؛ لأنه روى اللفظ بأحد لُغَتَيْه ، وإنما آثَرَ الرُّواةُ هذه اللفظة لِخِفَّتِهَا لا لعدم صِحَّةِ الأخرى .
وقال الفراء{[14425]} في قراءة التشديد : " هي أشبهُ بأسماء العجمِ " .
قوله " يونس " : هو يونس بن متى ، وقد تقدم أن فيه ثلاث لغات [ النساء :163 ] وكذلك في سين " يُوسف " وقوله : " ولوطاً " وهو لوط بن هارون ابن أخي إبراهيم .
قوله : " وكلاَّ فَضَّلْنَا " كقوله : " كُلاًّ هَدَيْنَا " .
قوله : " عَلَى العَالَمِينَ " اسْتَدَلُّوا بهذه الآية على أن الأنبياء أفضل من الملائكة ؛ لأن " العالم " اسم لكل موجود سوى الله -تعالى- فيدخل فيه الملائكة . وقال بعضهم{[14426]} : معناه فَضَّلْنَاهُمْ على عالمي زمانهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.