اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (10)

قوله : { والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } يعني القرآن { أولئك أَصْحَابُ النار خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ المصير } .

قال ابن الخطيب{[56902]} : فإن قيل : قال الله تعالى في حق المؤمنين : { وَمَن يُؤْمِن بالله } بلفظ المستقبل ، وفي حق الكُفَّار قال : «والذين كفروا » بلفظ الماضي ؟ .

فالجواب : أن تقدير الكلام : ومن يؤمن بالله من الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ندخله جنات ومن لم يؤمن منهم أولئك أصحاب النار .

فإن قيل : قال تعالى : { وَمَن يُؤْمِن } بلفظ الواحد و «خَالدِينَ » بلفظ الجمع ؟ .

فالجواب : ذلك بحسب اللفظ وهذا بحسب المعنى .

فإن قيل : ما الحكمة في قوله تعالى : { وَبِئْسَ المصير } بعد قوله : { خَالِدِينَ فِيهَا } وذلك بئس المصير ؟ .

والجواب : أن ذلك وإن كان في معناه فلا بد من التصريح [ بما ]{[56903]} يؤكده .


[56902]:ينظر: التفسير الكبير 30/23.
[56903]:في أ: بالذي.