مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي [إخفاء]  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

قوله تعالى : { يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام ، فبأي آلاء ربكما تكذبان } اتصال الآيات بما قبلها على الوجه المشهور ، ظاهر لا خفاء فيه ، إذ قوله : { يعرف المجرمون } كالتفسير وعلى الوجه الثاني من أن المعنى لا يسأل عن ذنبه غيره كيف قال : يعرف ويؤخذ وعلى قولنا : لا يسأل سؤال حط وعفو أيضا كذلك ، وفيه مسائل :

المسألة الأولى : السيما كالضيزى وأصله سومى من السومة وهو يحتمل وجوها ( أحدها ) كي على جباههم ، قال تعالى : { يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم } ( ثانيها ) سواد كما قال تعالى : { فأما الذين اسودت وجوههم } وقال تعالى : { وجوههم مسودة } ( ثالثها ) غبرة وقترة .

المسألة الثانية : ما وجه إفراد يؤخذ مع أن المجرمين جمع ، وهم المأخوذون ؟ نقول فيه وجهان ( أحدهما ) أن يؤخذ متعلق بقوله تعالى : { بالنواصي } كما يقول القائل ذهب بزيد ( وثانيهما ) أن يتعلق بما يدل عليه يؤخذ ، فكأنه تعالى قال ، فيؤخذون بالنواصي ، فإن قيل كيف عدى الأخذ بالباء وهو يتعدى بنفسه قال تعالى : { لا يؤخذ منكم فدية } وقال : { خذها ولا تخف } نقول : الأخذ يتعدى بنفسه كما بينت ، وبالباء أيضا كقوله تعالى : { لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي } لكن في الاستعمال تدقيق ، وهو أن المأخوذ إن كان مقصودا بالأخذ توجه الفعل نحوه فيتعدى إليه من غير حرف ، وإن كان المقصود بالأخذ غير الشيء المأخوذ حسا تعدى إليه بحرف ، لأنه لما لم يكن مقصودا فكأنه ليس هو المأخوذ ، وكأن الفعل لم يتعد إليه بنفسه ، فذكر الحرف ، ويدل على ما ذكرنا استعمال القرآن ، فإن الله تعالى قال : { خذها ولا تخف } في العصا وقال تعالى : { وليأخذوا أسلحتهم } { أخذ الألواح } إلى غير ذلك ، فلما كان ما ذكر هو المقصود بالأخذ عدى الفعل إليه من غير حرف ، وقال تعالى : { لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي } وقال تعالى : { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } ويقال : خذ بيدي وأخذ الله بيدك إلى غير ذلك مما يكون المقصود بالأخذ غير ما ذكرنا ، فإن قيل : ما الفائدة في توجيه الفعل إلى غير ما توجه إليه الفعل الأول ، ولم قال : { يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي } ؟ نقول فيه بيان نكالهم وسوء حالهم ونبين هذا بتقديم مثال وهو أن القائل إذا قال ضرب زيد فقتل عمرو فإن المفعول في باب ما لم يسم فاعله قائم مقام الفاعل ومشبه به ولهذا أعرب إعرابه فلو لم يوجه يؤخذ إلى غير ما وجه إليه يعرف لكان الأخذ فعل من عرف فيكون كأنه قال : يعرف المجرمين عارف فيأخذهم ذلك العارف ، لكن المجرم يعرفه بسيماه كل أحد ، ولا يأخذه كل من عرفه بسيماه ، بل يمكن أن يقال قوله : { يعرف المجرمون بسيماهم } المراد يعرفهم الناس والملائكة الذين يحتاجون في معرفتهم إلى علامة ، أما كتبة الأعمال والملائكة الغلاظ الشداد فيعرفونهم كما يعرفون أنفسهم من غير احتياج إلى علامة ، وبالجملة فقوله : يعرف معناه يكونون معروفين عند كل أحد فلو قال : يؤخذون يكون كأنه قال : فيكونون مأخوذين لكل أحد ، كذلك إذا تأملت في قول القائل : شغلت فضرب زيد علمت عند توجه التعليق إلى مفعولين دليل تغاير الشاغل والضارب لأنه يفهم منه أني شغلني شاغل فضرب زيدا ضارب ، فالضارب غير ذلك الشاغل ، وإذا قلت : شغل زيد فضرب لا يدل على ذلك حيث توجه إلى مفعول واحد ، وإن كان يدل فلا يظهر مثل ما يظهر عند توجهه إلى مفعولين ، أما بيان النكال فلأنه لما قال : { فيؤخذ بالنواصي } بين كيفية الأخذ وجعلها مقصود الكلام ، ولو قال : فيؤخذون لكان الكلام يتم عنده ويكون قوله : { بالنواصي } فائدة جاءت بعد تمام الكلام فلا يكون هو المقصود ، وأما إذا قال : فيؤخذ ، فلا بد له من أمر يتعلق به فينتظر السامع وجود ذلك ، فإذا قال : { بالنواصي } يكون هذا هو المقصود ، وفي كيفية الأخذ ظهور نكالهم لأن في نفس الأخذ بالناصية إذلالا وإهانة ، وكذلك الأخذ بالقدم ، لا يقال قد ذكرت أن التعدية بالباء إنما تكون حيث لا يكون المأخوذ مقصودا والآن ذكرت أن الأخذ بالنواصي هو المقصود لأنا نقول : لا تنافي بينهما فإن الأخذ بالنواصي مقصود الكلام والناصية ما أخذت لنفس كونها ناصية وإنما أخذت ليصير صاحبها مأخوذا ، وفرق بين مقصود الكلام وبين الأخذ ، وقوله تعالى : { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } فيه وجهان ( أحدهما ) يجمع بين ناصيتهم وقدمهم ، وعلى هذا ففيه قولان : ( أحدهما ) أن ذلك قد يكون من جانب ظهورهم فيربط بنواصيهم أقدامهم من جانب الظهر فتخرج صدورهم نتأ ( والثاني ) أن ذلك من جانب وجوههم فتكون رءوسهم على ركبهم ونواصيهم في أصابع أرجلهم مربوطة ( الوجه الثاني ) أنهم يسحبون سحبا فبعضهم يؤخذ بناصيته وبعضهم يجر برجله ، والأول أصح وأوضح .

 
المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

41- يُعرف المجرمون من الإنس والجن بعلامة يتميزون بها ، فيؤخذ بمقدم رءوسهم وأقدامهم ، فيلقي بهم في جهنم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

يعرف المجرمون بسيماهم وهو ما يعلوهم من الكآبة والحزن فيؤخذ بالنواصي والأقدام مجموعا بينهما وقيل يؤخذون بالنواصي تارة ب الأقدام أخرى .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

تصدع السماء وأحوال المجرمين يوم القيامة

{ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ( 37 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 38 ) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ( 39 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 40 ) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ( 41 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 42 ) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ( 43 ) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ ( 44 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 45 ) }

37

المفردات :

انشقت : تصدعت .

وردة : كالوردة في الحمرة .

كالدّهان : مذابة كالدّهن أو كالأديم ( الجلد ) الأحمر ، على خلاف ما هي عليه الآن . وجواب ( فإذا ) محذوف تقديره : فما أعظم الهول .

السيما : العلامة .

النواصي : واحدها ناصية ، وهي مقدم الرأس .

والأقدام : واحدها قدم ، وهي قدم الرجل المعروفة .

التفسير :

37 ، 38 ، 39 ، 40 ، 41 ، 42- { فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلاَ جَانٌّ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .

يعرض القرآن مشاهد القيامة ماثلة أمام العين كأنك تشاهدها ، وترى السماء العالية المتماسكة ، وقد انشقت على غلظها ، وتعلقت الملائكة بأرجائها ، وتغيَّر لون السماء ، فصار أحمر قانيا بلون الورد ، كما أن جرمها قد انماع ، فصار دهنا متلونا بين الأصفر والأحمر والأخضر ، بلون الأصباغ التي يدهن بها ، أو درديّ الزيت .

{ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .

بأي هذه النعم تكذبان ؟ حيث يكافأ المتقون ، ويعاقب المجرمون ، وحيث يخبرنا الله بذلك لنحذر عقاب هذا اليوم .

فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلاَ جَانٌّ .

يوم القيامة يوم طويل ، وفيه مواقف متعددة ، في بعضها يُسأل الإنسان .

قال تعالى : { وقفوهم إنهم مسئولون } . ( الصافات : 24 ) .

وفي بعض المواقف ينتهي الأمر كما ينتهي التحقيق في بعض القضايا ، وتحجز للنطق بالحكم .

وفي مواقف الآخرة هناك وثائق تغني عن السؤال ، منها شهادة الجوارح ، وما سُجِّل في الكتب ، وشهادة الملائكة ، واطّلاع الجبار سبحانه وتعالى .

وفي هذا المعنى يقول القرآن الكريم : { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } . ( النور : 24 ) .

ويقول سبحانه وتعالى : { هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } . ( الجاثية : 29 ) .

وقال تعالى : { وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . ( فصلت : 21 ) .

وقد أخبرنا القرآن الكريم أن المؤمنين تبيض وجوههم ، وتكون عليها نضرة النعيم ، ويسعى النور بين أيديهم وبأيمانهم ، وأن الكفار تسودُّ وجوههم ، وتعلوها الغبرة والقترة ، والقتام والخوف والذل .

{ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .

أي : من نعمه أن أحقّ الحق ، وأبطل الباطل ، وكرَّم المؤمنين ، وعذَّب الكافرين ، فبأي نعمه تكذبان ؟

يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ .

يُعرف المجرمون بعلامات ، منها سواد وجوههم ، وزرقة عيونهم ، وظهور القتام والذلّ والمهانة عليهم ، فتمسك الملائكة بشعر رؤوسهم ، وتجمعه مع أقدامهم ، ويرمى بهم إلى جهنم ، فما أشق ذلك وما أصعبه .

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ .

ومن نعم الله تحذير الناس من ذلك المصير ، نعوذ بالله من حال أهل النار ، ونقول :

لا بشيء من نعمك ربنا نكذّب ، فلك الحمد .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

{ يعرف المجرمون بسيماهم } أي بسواد الوجوه ، وزرقة العيون . أو بما يعلوهم من الكآبة والحزن . { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } فتأخذ الملائكة بنواصيهم – أي بشعور مقدم رءوسهم – مجموعة إلى أقدامهم فتقذفهم في النار .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

السيما : العلامة .

النواصي : واحدها ناصية وهي مقدم الرأس ، والأقدام معروفة ، يعني يُجرّون من نواصيهم وأقدامهم .

ويكون للمجرمين حينئذٍ علاماتٌ يمتازون بها عن سواهم كما قال تعالى :

{ يُعْرَفُ المجرمون بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بالنواصي والأقدام }

فيُجَرّون إلى جهنم من مقدَّم رؤوسهم وأَرجلِهم .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

{ يُعْرَفُ المجرمون } استئناف يجري مجرى التعليل لانتفاء السؤال ، و { كَرِهَ المجرمون } قيل : من وضع الظاهر موضع الضمير للإشارة إلى أن المراد بعض من الإنس وبعض من الجن وهو المجرمون فيكون ذلك كقوله تعالى : { لاَّ يُسْئَلُ عَن * ذُنُوبِهِمُ المجرمون } [ القصص : 78 ] ، و سيماهم على ما روي عن الحسن سواد الوجوه وزرقة العيون ، وقيل : ما يعلوهم من الكآبة والحزن ، وجوز أن تكون أموراً أخر كالعمى . والبكم . والصمم .

وقرأ حماد بن سليمان بسيمائهم .

{ فَيُؤْخَذُ بالنواصى } جمع ناصية وهي مقدم الرأس { والاقدام } جمع قدم وهي قدم الرجل المعروفة والباء للآلة مثلها في أخذت بخطام الدابة ، والجار والمجرور نائب الفاعل ، وقال أبو حيان : إن الباء للتعدية والفعل مضمن معنى ما يعدي بها أي فيسحب بالنواصي الخ ، وفيه بحث . وظاهر كلام غير واحد أن أل عوض عن المضاف إليه الضمير أي بنواصيهم وأقدامهم ، ونص عليه أبو حيان فقال : أل فيهما عوض عن الضمير على مذهب الكوفيين ، والضمير محذوف على مذهب البصريين أي بالنواصي والأقدام منهم ، وأنت تعلم أن الخلاف بين أهل البلدين فيما إذا احتيج إلى الضمير للربط ولا احتياج إليه هنا ، نعم المعنى على الضمير وكيفية هذا الأخذ على ما روي عن الضحاك أن يجمع الملك بين ناصية أحدهم وقدميه في سلسلة من وراء ظهره ثم بكسر ظهره ويلقيه في النار ، وقيل : تأخذ الملائكة عليهم السلام بعضهم سحباً بالناصية وبعضهم سحباً بالقدم ، وقيل : تسحبهم الملائكة عليهم السلام تارة بأخذ النواصي وتارة بأخذ الأقدام ، قالوا بمعنى أو التي للتقسيم وهو خلاف الظاهر ، وإبهام الفاعل لأنه كالمتعين ، وقيل : للرمز إلى عظمته فقد أخرج ابن مردويه . والضياء المقدسي في صفة النار عن أنس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «والذي نفسي بيده لقد خلقت ملائكة جهنم قبل أن تخلق جهنم بألف عام فهم كل يوم يزدادون قوة إلى قوتهم حتى يقبضوا على من قبضوا بالنواصي والإقدام »

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

شرح الكلمات :

{ يعرف المجرمون بسيماهم } : أي سواد الوجوه وزرقة العيون .

/د41

الهداية

من الهداية :

- يبعث الناس من قبورهم ولهم علامات تميزهم فيعرف السعيد والشقي .

- التنديد بالإِجرام وهو الشرك والظلم والمعاصي .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

{ 41 } { يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ }

وقال هنا : { يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ } أي : فيؤخذ بنواصي المجرمين وأقدامهم ، فيلقون في النار ويسحبون فيها ، وإنما يسألهم تعالى سؤال توبيخ وتقرير بما وقع منهم ، وهو أعلم به منهم ، ولكنه تعالى يريد أن تظهر للخلق حجته البالغة ، وحكمته الجليلة .