تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

الآية 41 وقوله تعالى : { يعرف المجرمون بسيماهم } ذكر الله تعالى في كتابه للمجرمين أعلاما يعرفون بالآخرة بها على ما ذكر{[20324]} من اسوداد الوجوه ، وقال : { قلوب يومئذ واجفة } { أبصارها خاشعة } [ النازعات : 8 و9 ] وقال{[20325]} : { من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها } [ النساء : 47 ] أي أعقابها .

فهم{[20326]} ، والله أعلم ، تكون وجوههم في أول الأحوال خاشعة ثم غبرة ثم مسودة ، ثم تطمس من نظر ذلك . فنعوذ بالله من تلك الأحوال التي ذكر .

وقوله تعالى : { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } قيل : تكسر أضلاعهم وظهورهم ، فتجمع أقدامهم ونواصيهم ، فيرمى بهم في النار .

وقال بعضهم : تغل أيديهم إلى أعناقهم ، ثم تجمع بها{[20327]} نواصيهم وأقدامهم ، ثم يدفعون إلى النار .


[20324]:في الأصل و م: ذكرنا.
[20325]:في الأصل و م: وقوله.
[20326]:في الصل و م: فهو.
[20327]:في الأصل و م: به.