فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

{ يعرف المجرمون بسيماهم } هذه الجملة جارية مجرى التعليل لعدم السؤال والسيما العلامة ، قال الحسن : سيماهم سواد الوجوه ، وزرقة الأعين ، كما في قوله : { ونحشر المجرمين يومئذ زرقا } ، وقال : { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } وقيل سيماهم ما يعلوهم من الحزن والكآبة .

{ فيؤخذ بالنواصي والأقدام } قال أبو حيان : يؤخذ متعد ومع ذلك تعدى بالباء لأنه ضمن معنى يسحب ، قلت : يسحب إنما يتعدى بعلى قال تعالى : { يوم يسحبون في النار على وجوههم } فكان ينبغي أن يقال ضمن معنى يدفع أي يدفعون ، وقال مكي : إنما يقال ؛ أخذت الناصية وأخذت بها ولو قلت أخذت الدابة بالناصية لم يجز ، وحكي عن العرب أخذت الخطام ، وأخذت بالخطام بمعنى قاله الكرخي : والنواصي شعور مقدم الرأس والمعنى أنها تجعل الأقدام مضمومة إلى النواصي وتلقيهم الملائكة في النار ، وقال الضحاك : يجمع بين ناصيته وقدمه في سلسلة من وراء ظهره ، وقيل : تسحبهم الملائكة إلى النار تارة تأخذ بنواصيهم ، وتجرهم على وجوههم ، وتارة تأخذ بأقدامهم وتجرهم على رؤوسهم .

قال ابن عباس : تأخذ الزبانية بناصيتها وقدميه ، ويجمع فيكسر كما يكسر الحطب في التنور