المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

وقال الحسن ومجاهد : لا يسأل الملائكة عنهم ، لأنهم يعرفونهم بالسيما ، والسيما التي يعرف بها { المجرمون } هي سواد الوجوه وزرق العيون في الكفرة ، قاله الحسن . ويحتمل أن يكون غير هذا من التشويهات .

واختلف المتأولون في قوله تعالى : { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } . فقال ابن عباس : يؤخذ كل كافر بناصيته وقدميه فيطوى يجمع كالحطب ويلقى كذلك في النار . وقال النقاش : روي أن هذا الطي على ناحية الصلب قعساً{[10837]} وقاله الضحاك . وقال آخرون : بل على ناحية الوجه ، قالوا فهذا معنى : { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } . وقال قوم في كتاب الثعلبي : إنما يسحب الكفرة سحباً ، فبعضهم يجر بقدميه ، وبعضهم بناصيته ، فأخبر في هذه الآية أن الأخذ يكون { بالنواصي } ويكون ب { الأقدام } .


[10837]:القعس: نقيض الحدب، وهو خروج الصدر ودخول الظهر، فالمراد أنهم يكونون على هذه الهيئة إذ تطوى أجسامهم بحيث تبرز الصدور وتلتقي النواصي بالأقدام.