فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ} (41)

{ يُعْرَفُ المجرمون بسيماهم } هذه الجملة جارية مجرى التعليل لعدم السؤال . السيما : العلامة . قال الحسن : سيماهم سواد الوجوه وزرقة الأعين ، كما في قوله : { وَنَحْشُرُ المجرمين يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } [ طه : 102 ] وقال : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } [ آل عمران : 106 ] وقيل : سيماهم ما يعلوهم من الحزن والكآبة { فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَام } الجار والمجرور في محل رفع على أنه النائب ، والنواصي : شعور مقدم الرؤوس ، والمعنى : أنها تجعل الأقدام مضمومة إلى النواصي ، وتلقيهم الملائكة في النار . قال الضحاك : يجمع بين ناصيته وقدمه في سلسلة من وراء ظهره ، وقيل : تسحبهم الملائكة إلى النار ، تارة تأخذ بنواصيهم وتجرّهم على وجوههم ، وتارة تأخذ بأقدامهم وتجرّهم على رؤوسهم .

/خ45