مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا} (13)

{ متكئين فيها على الأرائك } وهي السرر في الحجال ، ولا تكون أريكة إلا إذا اجتمعت ، وفي نصب متكئين وجهان ( الأول ) : قال الأخفش : إنه نصب على الحال ، والمعنى وجزاهم جنة في حال اتكائهم كما تقول : جزاهم ذلك قياما ، ( والثاني ) : قال الأخفش : وقد يكون على المدح .

والثاني : هو المسكن فوصفه بقوله : { لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا } وفيه وجهان ( أحدهما ) : أن هواءها معتدل في الحر والبرد ( والثاني ) : أن الزمهرير هو القمر في لغة طىء هكذا رواه ثعلب وأنشد :

وليلة ظلامها قد اعتكر *** قطعتها والزمهرير ما زهر

والمعنى أن الجنة ضياء فلا يحتاج فيها إلى شمس وقمر .