روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ} (51)

{ وَنُفِخَ فِى الصور } هي النفخة الثانية بينها وبين الأولى أربعون أي ينفح فيه ، وصيغة الماضي للدلالة على تحقق الوقوع .

وقرأ الأعرج { الصور } بفتح الواو وقد مر الكلام في ذلك { فَإِذَا هُم مّنَ الاجداث } أي القبور جمع جدث بفتحتين ، وقرئ بالفاء بدل الثاء والمعنى واحد { إلى رَبّهِمُ } مالك أمرهم { يَنسِلُونَ } يسرعون بطريق الإجبار لقوله تعالى : { لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } [ يس : 32 ] قيل : وذكر الرب للإشارة إلى إسراعهم بعد الإساءة إلى من أحسن إليهم حين اضطروا إليه ، ولا منافاة بين هذه الآية وقوله تعالى : { فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [ الزمر : 68 ] لجواز اجتماع القيام والنظر والمشي أو لتقارب زمان القيام ناظرين وزمان الإسراع في المشي . وقرأ ابن أبي إسحق . وأبو عمرو بخلاف عنه بضم السين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ} (51)

{ 51 - 54 } { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ * فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

النفخة الأولى ، هي نفخة الفزع والموت ، وهذه نفخة البعث والنشور ، فإذا نفخ في الصور ، خرجوا من الأجداث والقبور ، ينسلون إلى ربهم ، أي : يسرعون للحضور بين يديه ، لا يتمكنون من التأنِّي والتأخر .