ثم أخبر سبحانه عما ينزل بهم عند النفخة الثانية فقال : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ } وهي النفخة التي يبعثون بها من قبورهم وما بين النفختين أربعون سنة .
أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين النفختين أربعون . قالوا : يا أبا هريرة أربعين يوما قال أبيت قالوا : أربعين شهرا ؟ قال : أبيت . قالوا : أربعين سنة . قال : أبيت ، ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من الإنسان شيء لا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة ) {[1403]} . وعبر عن المستقبل بلفظ الماضي حيث قال :
{ ونفخ } تنبيها على تحقق وقوعه كما ذكره أهل البيان ، وجعلوا هذه الآية مثالا له ، والصور بإسكان الواو : هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل كما وردت بذلك السنة وإطلاق هذه الاسم على القرن معروف في لغة العرب وقد مضى هذا مستوفى في سورة الأنعام ، وقال قتادة : الصور جمع صورة أي نفخ في الصور الأرواح .
{ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ } أي القبور جمع جدث وهو القبر وقرئ الأجداف بالفاء وهي لغة واللغة الفصيحة بالثاء المثلثة .
{ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } أي يسرعون ويعدون ويخرجون منها أحياء بسرعة بطريق الجبر والقهر ، لا بطريق الاختيار ، فالنسل والنسلان الإسراع في السير يقال : نسل الذئب ينسل كضرب يضرب ، ويقال : ينسل بالضم أيضا وهو الإسراع في المشي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.