غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ} (51)

45

ثم بين حال النفخة الثانية ، والأجداث القبور والنسلان العدو . وكيف صارت النفختان مؤثرتين في أمرين متضادين الإماتة والإحياء ؟ نقول : لا مؤثر إلا الله ، والنفخ علامة على أن الصوت يوجد التزلزل وأنه قد يصير سبباً لافتراق الأجزاء المجتمعة تارة ولاجتماع المتفرقة أخرى . ثم إن أجزاء كل بدن قد تحصل في موضع هو بمنزلة جدثه ، أو أعطى للأكثر حكم الكل . وذكر الرب في هذا الموضع للتخجيل فإن من أساء واضطر إلى الحضور عند من أحسن إليه كان أشدّ ألماً وأكثر ندماً . وقوله { ينسلون } لا ينافي قوله في موضع آخر { فإذا هم قيام ينظرون } [ الزمر : 68 ] فلعل ذلك في أول الحالة ثم يحصل لهم سرعة المشي من غير اختيارهم . ويمكن أن يقال : إن هيئة الانتظار ليست بمنافاة للمشي بل مؤكدة له ومعينة عليه . وفي " إذا " المفاجأة إشارة إلى أن الإحياء والتركيب والقيام والعدو كلها تقع في زمان النفخ .

/خ83