ثم أخبر سبحانه عما ينزل بهم عند النفخة الثانية ، فقال : { وَنُفِخَ في الصور } وهي النفخة التي يبعثون بها من قبورهم ، ولهذا قال : { فَإِذَا هُم مّنَ الأجداث } أي القبور { إلى رَبّهِمْ يَنسِلُونَ } أي يسرعون ، وبين النفختين أربعون سنة . وعبر عن المستقبل بلفظ الماضي حيث قال : { ونفخ } تنبيهاً على تحقق وقوعه كما ذكره أهل البيان ، وجعلوا هذه الآية مثالاً له ، والصور بإسكان الواو : هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل ، كما وردت بذلك السنة ، وإطلاق هذا الاسم على القرن معروف في لغة العرب ، ومنه قول الشاعر :
نحن نطحناهم غداة الغورين *** نطحاً شديداً لا كنطح الصورين
أي القرنين . وقد مضى هذا مستوفى في سورة الأنعام . وقال قتادة : الصور جمع صورة ، أي نفخ في الصور الأرواح ، والأجداث جمع جدث ، وهو القبر . قرئ " الأجداف " بالفاء ، وهي لغة ، واللغة الفصيحة بالثاء المثلثة ، والنسل ، والنسلان : الإسراع في السير ، يقال : نسل ينسل كضرب يضرب ، ويقال : ينسل بالضم ، ومنه قول امرىء القيس :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.