البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ} (51)

الجدث : القبر ، وسمع فيه جدف بإبدال الثاء فاء ، كما قالوا : فم في ثم ، وكما أبدلوا من الفاء ثاء ، قالوا في معفور معثور ، وهو ضرب من الكمأة .

وقرأ الأعراج : في الصور ، بفتح الواو ؛ والجمهور : بإسكانها .

وقرىء : من الأجداف ، بالفاء بدل الثاء .

وقرأ الجمهور : بالثاء ، وينسلون ، بكسر السين ؛ وابن أبي إسحاق ، وأبو عمرو : بخلاف عنه بضمها .

وهذه النفخة هي الثانية التي يقوم الناس أحياء عنها .

ولا تنافر بين { ينسلون } وبين { فإذا هم قيام ينظرون } لأنه لا ينسل إلا قائماً ، ولأن تفاوت الزمانين يجعله كأنه زمان واحد .