التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قَالَ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰفِرۡعَوۡنُ مَثۡبُورٗا} (102)

قوله : ( قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر ) خاطب موسى فرعون له : لقد علمت يا فرعون أن هذه الآيات التسع التي احتججت بها لهي بصائر ؛ أي دلائل وبينات قد أوجدها الله ؛ فهي شاهدة لي على صدق رسالتي وصحة ما أقوله لكم .

وقد قرأ بعضهم ( علمتُ ) بضم التاء . والصحيح فتحها ؛ أي ان فرعون قد علم أن موسى مرسل من ربه وأن ما جاءهم به حق فهو موقن بذلك في قلبه تمام اليقين لكنه مكذب معاند في الظاهر ، كقوله سبحانه : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) .

قوله : ( وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ) من الثبور وهو الهلاك والخسران{[2758]} .

والمعنى : إنني متحقق من أنك يا فرعون هالك وأنك صائر إلى الخسران .


[2758]:- مختار الصحاح ص 82.