فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰفِرۡعَوۡنُ مَثۡبُورٗا} (102)

{ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا ( 102 ) }

{ قَالَ } موسى { لَقَدْ عَلِمْتَ } يا فرعون { مَا أَنزَلَ } أي أوجد { هَؤُلاء } يعني الآيات التسع التي أظهرها ؛ وقرئ علمت بضم التاء أيضا على أنها لموسى ، ووجه الأولى أن فرعون كان عالما بذلك كما قال سبحانه وتعالى : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } .

قال أبو عبيدة : المأخوذ به عندنا فتح التاء وهو الأصح للمعنى ، لأن موسى لا يقول علمت أنا وهو الداعي . وروي نحو هذا عن الزجاج ، ووجه الثانية أن فرعون لم يعلم ذلك وإنما علمه موسى .

{ إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ } أي بينات يبصر بها ودلالات يستدل بها على قدرته ووحدانيته { وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا } الظن هنا بمعنى اليقين والثبور الهلاك والخسران أي مخسورا ؛ وقيل مسحورا وقيل مطبوعا على الشر وقيل المبثور الملعون ؛ وقيل ناقص العقل ، وقيل هو الممنوع المصروف من الخير يقال ما ثبرك عن كذا أي ما منعك منه . حكاه أهل اللغة .