ومن قرأ " علمت " بضم التاء فظاهر لأن موسى كان علماً بصحة الأمر وأن هذه الآيات منزلها رب السموات والأرض ، فأراد أني لا أشك في أمري بسبب تشكك مكذب مثلك . ومن قرأ بفتحها فالمراد تبين أن كفر فرعون كفر جحود وعناد كقوله
{ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً } [ النمل : 14 ] . وقوله للآيات : { هؤلاء } كقوله :
*** والعيش بعد أولئك الأيام ***
ومعنى { بصائر } بينات مكشوفات وانتصابها على الحال كأنه أشار بقوله : { ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض } إلى أنها أفعال خارقة للعادة ، وبقوله : { بصائر } إلى أن فاعله إنما فعله لغرض تصديق المدعي فتم حد المعجز بمجموع القيدين .
ثم قارع موسى ظن فرعون بظنه فقال : { إني لأظنك يا فرعون مثبوراً } قال الفراء : أي ملعوناً محبوساً عن الخير من قولهم " ما ثبرك عن هذا " أي ما منعك وصرفك . وقال مجاهد وقتادة ، أي هالكاً من الثبور الهلاك . ولا ريب أن ظن موسى أصح من ظنه لأن إنكار ما علم صحته يستعقب لا محالة ويلاً وثبوراً وحسرة وندامة ، ولهذا قال : { فأراد } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.