التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ وَمَآ أَنسَىٰنِيهُ إِلَّا ٱلشَّيۡطَٰنُ أَنۡ أَذۡكُرَهُۥۚ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ عَجَبٗا} (63)

قوله : ( قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت ) الاستفهام للتعجب . والصخرة كانت عند مجمع البحرين وهو موعد الوجدان ؛ أي لما طلب موسى من فتاه أن يأتيهما بالطعام قال له فتاه متعجبا : أرأيت حين نزلنا عند الصخرة فقد نسيت هنالك الحوت ( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره ) المصدر من ، ( أن ) والفعل بعده في موضع نصب على البدل من الهاء في قوله : ( أنسانيه ) وتقديره : وما أنساني ذكره إلا الشيطان{[2846]} ، والشيطان يُنسي العبد بما يلقيه في قلبه من خواطر ، وفي نفسه من وساوس .

قوله : ( واتخذ سبيله في البحر عجبا ) ( عجبا ) ، مفعول ثان للفعل . ( واتخذ ) . أو منصوب على المصدر ؛ أي مضى الحوت في البحر مضيا يثير التعجب بسبب السرب الذي مشى فيه ؛ فقد وثب في البحر وبقي أثر جريه في الماء .


[2846]:- البيان لابن الأنباري جـ2 ص 113.