فقال له فتاه وتذكر : { قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ } : رجعنا { إِلَى الصَّخْرَةِ } ، قال مقاتل : هي الصخرة التي دون نهر الزيت { فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ } ؟ أي تركته وفقدته .
وقيل : فيه إضمار معناه : نسيت أن أذكر أمر الحوت ، ثمّ قال : { وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ } ، يعني : أنسانيه ألاّ أذكره . وقيل : فيه تقديم وتأخير مجازه : وما أنسانيه أن أذكره إلاّ الشيطان ، { وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً } ، يجوز أن يكون هذا من قول يوشع ، يقول : اتخذ الحوت سبيله في البحر عجباً . وقيل : إن يوشع يقول : إن الحوت طفر إلى البحر فاتّخذ فيه مسلكاً ، فعجبت من ذلك عجباً . ويجوز أن يكون هذا من قول موسى ، قال له يوشع : { وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ } ، فأجابه موسى : { عَجَباً } كأنه قال : أعجب عجباً .
وقال ابن زيد : أي شيء أعجب من حوت ، كان دهراً من الدهور يؤكل منه ثمّ صار حيّاً حتى حشر في البحر . قال : وكان شق حوت . وقال ابن عباس : اتخذ موسى سبيل الحوت في البحر عجباً . قال وهب : ظهر في الماء من أثر جري الحوت شق وأُخدود شبه نهر من حيث دخلت إلى حيث انتهت . فرجع موسى حتى انتهى إلى مجمع البحرين ، فإذا هو بالخضر ( عليه السلام ) ، فذلك قوله : { قَالَ } موسى لفتاه : { ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.