الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ وَمَآ أَنسَىٰنِيهُ إِلَّا ٱلشَّيۡطَٰنُ أَنۡ أَذۡكُرَهُۥۚ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ عَجَبٗا} (63)

قال له فتاه وهو يوشع بن نون ابن أخت موسى من سبط يوسف بن يعقوب [ صلى الله عليه وسلم ] : { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } [ 62 ] ، أي اتخذ طريقا يسيرة . قال : موسى " عجبا " أي أعجب عجبا{[43121]} .

وقيل هو من قول يوشع كله{[43122]} . أي اتخذ الحوت طريقه في البحر عجبا{[43123]} . فيكون عجبا مفعولا ثانيا لاتخذ . ويجوز أن يكون مصدرا عمل فيه فعل دل عليه الكلام .

وقيل المعنى : واتخذ موسى سبيل الموت في البحر عجبا{[43124]} . قال : ابن أبي نجيح عجبا لموسى [ صلى الله عليه وسلم ] لهى هو أي عجب موسى من أثر الحوت في البحر{[43125]} . وكذلك قال : قتادة{[43126]} .

قال : ابن زيد : عجبا والله من حوت أكل منه دهرا ثم صار حيا حتى أثر بسيره في الماء طريقا{[43127]} . قال : ابن عباس : عجب موسى من أثر الحوت إذ صار صخرة كلما مس{[43128]} .

فمن جعل العجب من موسى ، وقوله { واتخذ سبيله في البحر } [ 62 ] من قول يوشع ، وقف على البحر{[43129]} . ومن جعله كله من قول يوشع أو جعل الاتخاذ لموسى [ صلى الله عليه وسلم ] لم يقف على البحر{[43130]} .


[43121]:أنه قول موسى هو أحد قولي الزجاج، انظر معاني الزجاج 3/300 وإعراب النحاس 2/464.
[43122]:ط: "وليرجع".
[43123]:وهو القول الثاني للزجاج، انظر معاني الزجاج 3/300، وإعراب النحاس 2/464.
[43124]:وهو قول أحمد بن يحيى، انظر معاني الفراء 2/154 ولم ينسبه وإعراب النحاس 2/464.
[43125]:هذا القول إنما يرويه ابن أبي نجيح عن مجاهد، انظر تفسير مجاهد 449، وجامع البيان 15/275 وإعراب 2/4.
[43126]:انظر قوله في جامع البيان 15/275.
[43127]:المصدر السابق.
[43128]:المصدر السابق.
[43129]:وهو قول عيسى بن عمر الثقفي والحسن البصري، انظر القطع والإئتناف 446، والمكتفى 370.
[43130]:انظر هذا الرأي في القطع والإئتناف 446، والمكتفى 370.