التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (39)

وقوله : ( و الذين كفروا و كذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) اسم موصول ( الذين ( في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الاسمية بعد صلة الموصول أي ( أولئك أصحاب النار ( .

والذين كفروا هم الجاحدون لجلال الله المنكرون لأنعمه ، وهم أصناف كثيرة من الظالمين الذين لا يرعون لله قدرا منهم المشركون والملحدون وأهل الكتاب وهم جميعا كافرون ، وذلك لجحدهم وتكذيبهم لآيات الله وهي آيات بينات تنطق بالصدق والإعجاز ولا يمسها شيء من شك لكن الظالمين فريق من البشر الجاحد المستكبر الذي لا يصيخ لنداء الحكمة والعقل ، فهؤلاء مكابرون لا يستمرئون غير التردد والفجور وغير التمرد المغتر اللجوج ، إن هؤلاء الناس هم ( أصحاب النار هم فيها خالدون ( فهم يجحدوهم ولجوجهم وتمردهم أجدر أن يكونوا أصحاب النار . وصاحب الشيء أو المكان هو الذي يظل مستديم الإقبال عليه والثواء إليه في صحبة مقترنة متشاذة لا تعرف الهجران أو المبارحة ، وهكذا يكون الكافرون المكذبون بآيات الله فهم أصحاب النار في ديمومة لا تنقطع ، وفي اصطلاء حارق لا يعرف الفتور لكي يذوقوا وبال أمرهم جزاء ما اجترحوه من تمرد على الله وفسوق عن أمره .