التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَجَعَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمۡ وَجَعَلۡنَا فِيهَا فِجَاجٗا سُبُلٗا لَّعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (31)

قوله : ( وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم ) الرواسي ، الجبال الراسية . رسا ، رسوّا أي ثبت{[3030]} . أي جعل الله في الأرض جبالا ثقالا ثوابت لئلا تضطرب الأرض أو تتحرك بمن عليها . وهذه ظاهرة عجيبة تثير الانتباه والتدبر في هذه الآية من الكتاب الحكيم . وذلك أن الأرض جرم من أجرام كونية كثيرة في هذا الوجود .

لكن هذا الجرم بالقياس إلى غيره من الأجرام الهائلة ؛ فإنه بالغ الصغر والبساطة حتى ليوشك أن يضطرب ويهتز ، ويتحرك إذا لم يترسخ بأجسام هائلة جسام تثقله وتثبته فكانت الجبال الراسيات .

قوله : ( وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون ) الفجاج ، جمع ومفرده الفج ، وهو الطريق الواسع بين جبلين{[3031]} ؛ أي جعلنا في الأرض مسالك واسعة يسلكونها ليبلغوا ما يريدون . وقد قدّم ( فجاجا ) وهو وصف لسبل ؛ ليصير حالا فيدل ذلك على أن الله حين خلقها قد خلقها كذلك .

قوله : ( لعلهم يهتدون ) أي ليهتدوا بهذه السبل إلى ما يقصدونه من البلاد والأقاليم .


[3030]:- القاموس المحيط ص 1662.
[3031]:- القاموس المحيط ص 257.