تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَجَعَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمۡ وَجَعَلۡنَا فِيهَا فِجَاجٗا سُبُلٗا لَّعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (31)

وقوله : { وَجَعَلْنَا فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ } أي : جبالا أرسى الأرض بها وقرّرها وثقلها ؛ لئلا تميد بالناس ، أي : تضطرب وتتحرك ، فلا يحصل لهم عليها قرار{[19620]} لأنها غامرة في الماء إلا مقدار الربع ، فإنه باد للهواء والشمس ، ليشاهد أهلها السماء وما فيها من الآيات الباهرات ، والحكم والدلالات ؛ ولهذا قال : { أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ } أي : لئلا تميد بهم .

وقوله : { وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا } أي : ثغرًا في الجبال ، يسلكون فيها طرقًا من قطر إلى قطر ، وإقليم إلى إقليم ، كما هو المشاهد في الأرض ، يكون الجبل حائلا بين هذه البلاد وهذه البلاد ، فيجعل الله فيه فجوة - ثغرة - ليسلك الناس فيها من هاهنا إلى هاهنا ؛ ولهذا قال : { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } .


[19620]:- في ف : "قرار عليها".