ثم ذكر دليلاً آخر من الدلائل الأرضية فقال : { وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم } وتقدم شرح نظير هذه الجملة في سورة النحل { وجعلنا فيها فجاجاً سبلاً } وهذا دليل رابع من الدلائل الأرضية ، والظاهر أن الضمير في { فيها } عائد على الأرض .
وقيل يعود على الرواسي ، وجاء هنا تقديم { فجاجاً } على قوله { سبلاً } وفي سورة نوح { لتسلكوا منها سبلاً فجاجاً } فقال الزمخشري : وهي يعني { فجاجاً } صفة ولكن جعلت حالاً كقوله :
يعني أنها حال من سبل وهي نكرة ، فلو تأخر { فجاجاً } لكان صفة كما في تلك الآية ولكن تقدم فانتصب على الحال قال : فإن قلت : ما الفرق بينهما من جهة المعنى ؟ قلت : وجهان أحدهما إعلام بأنه جعل فيها طرقاً واسعة ، والثاني بأنه حين خلقها ، خلقها على تلك الصفة فهو بيان لما أبهم ثمة انتهى .
يعني بالإبهام أن الوصف لا يلزم أن يكون الموصوف متصفاً به حالة الإخبار عنه ، وإن كان الأكثر قيامه به حالة الإخبار عنه ، ألا ترى أنه يقال : مررت بوحشي القاتل حمزة ، فحالة المرور لم يكن قائماً به قتل حمزة ، وأما الحال فهي هيئة ما تخبر عنه حالة لإخبار { لعلهم يهتدون } في مسالكهم وتصرّفهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.