تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَجَعَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمۡ وَجَعَلۡنَا فِيهَا فِجَاجٗا سُبُلٗا لَّعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (31)

الآية31 : وقوله تعالى : { وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم } هذا يدل أن الأرض لم يكن من طبعها في الأصل التسفل والتسرب في الماء على ما قاله بعض الناس ، لأنه لو كان طبعها التسفل والتسرب لكانت الجبال تريد{[12596]} التسفل في الماء والتسرب . فإذا لم يكن دل أن طبعها كان الاضطراب والزوال والتحرك ، والمَيْدُ بأصله{[12597]} في التسفل والتسرب . ولكن على ما ذكرنا ، فأثبتها بالجبال ، وإن كنا نشاهد بعض أجزائها تسفل ، وتسرب .

وهذا كما نقول : إن بعض العالم متعلق ببعض ، وإنه لا يخلو من مكان ، وكل العالم لا تعلق له به ، ولا الأمكنة آخذة لها . فعلى ذلك الأرض . أو إن كان /339-أ/ طبعها التسفل والتسرب ، جعلها بحيث تقر ، وتسكن بشيء ، طبعه{[12598]} التسفل أيضا باللطف .

وقوله تعالى : { وجعلنا فيها فجاجا سبلا } قال بعضهم : الفجاج والسبل واحد ، وهي الطرق التي جعلها في الجبال . وقال بعضهم : الفجاج السعة والفسحة ، والسبل الطرق . قال بعضهم : الفجاج هي الطرق التي في الجبال ، والسبل هي التي في المفاوز .


[12596]:في الأصل و م: تدبر.
[12597]:في الأصل و م: بأصلها.
[12598]:في الأصل و م: طبعها.