التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفٗا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (58)

قوله : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } ذلك وعد من الله للمؤمنين الذين أطاعوه في حياتهم الدنيا وصبروا على أذى الكافرين وظلمهم وثبتوا على الحق في ساعات الشدائد والفتن ، بأن لهم من الله المنازل الكريمة في الجنة جزاء طاعتهم وصبرهم . وهو قوله في المؤمنين العاملين الصالحات : { لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } { غُرَفًا : منصوب على أنه مفعول ثان للفعل نبوءنهم ؛ لأنه يتعدى إلى مفعولين{[3578]} والمراد بالغرف : العلالي ؛ وهي المنازل الرفيعة المشرفة التي تحف بها البساتين الوارفة التي تتفجر منها الأنهار المنسابة العذبة مما يزيد في استمتاع المحظوظين بالجنة وابتهاجهم . وهم فيها ماكثون دائمون لا يحيدون عنها ، ولا يجدون عنها حولا { نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } نعمت هذه المساكن العالية جزاء لهم على أعمالهم في الدنيا .


[3578]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 245.