التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنُطۡعِمُ مَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطۡعَمَهُۥٓ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (47)

قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ } إذا أمر المؤمنون المشركين بالإنفاق من أموالهم على الفقراء والمحتاجين ، بخلوا واستنكفوا ، وأجابوا – وهم يُغلِّفُ قلوبهم الشحُّ واللؤم والخسة وقَسْوةُ الطبع – قائلين { أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ } أي أنعطي من حرمه الله . فلو شاء الله لأعطاهم من رزقه فلأغناهم عن صدقتنا وإنفاقنا . فكيف نعطي من لم يعطه الله ؟ . وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : كان بمكة زنادقة فإذا أُمروا بالصدقة على المساكين قالوا : لا والله ، أيُفقرهُ الله ونطعمه نحن ؟ .

قوله : { إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } ذلك من جملة جوابهم للمؤمنين ؛ إذ قالوا : ما أنتم إلا في ضلال ظاهر مكشوف إذ تأمروننا أن نخالف مشيئة الله في إفقار هؤلاء . وقيل : ذلك من قول الله لهم . وهو أنكم بشُحّكم وضَنّكم بالتصدق والإنفاق على الفقراء فإنكم تائهون في الباطل ، بعيدون عن الحق والسداد . والمعنى الأول أظهر لموافقته السياق{[3914]} .


[3914]:تفسير النسفي ج 4 ص 9 وتفسير ابن كثير ج 3 ص 574