قوله : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ } ذلك تقريع من الله لهؤلاء المجرمين الخاسرين . و { أَعْهَدْ } من العهد وهو الوصية . وعهد إليه أي أوصاه . وعهدُ اللهِ إليهم ، ما نَصَبَهُ لهم من الحجج العقلية والسمعية التي تأمر بعبادته دون سواه ، والزاجرة عن عبادة الشيطان { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } الشيطان عدو للإنسان ، سواء في ذلك شيطان الجن وهو الكائن الخفي المستور الذي لا يراه البشر بحاسة البصر . وهو كائن شقي آيِسٌ من فضل الله ، مبعد من رحمته . وهو على الدوام يوحي للإنسان بوساوسه الخفية فيزيّن له الكفر والمعاصي . وكذلك شيطا الإنس وهو كنود ومنكود وأثيم يجهدُ بغير انقطاع منن أجل إضلال الإنسان وإفساده فيزين له الشرك وفعل المنكرات والرذائل .
وينفِّرُه تنفيرا من الإيمان الصحيح وفعل الصالحات لينأى به بذلك عن الهداية والاستقامة والخير فيبوء معه بالخسران ثم يهويان معا في جهنم . لا جرم أن الشيطان على اختلاف صوره عدو ماكر وخبيث للإنسان وهو ظاهر مستبين يعرفه كل ذي عقل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.