بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (60)

ثم يقول للكفار والمنافقين بعدما امتازوا : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ } يعني : ألم أتقدم إليكم . ويقال : ألم أبيّن لكم في القرآن . ويقال : ألم أوضح لكم { يا بني آدم } بالكتاب والرسل . وقال القتبي : العهد يكون لمعان ، يكون للأمانة كقوله : { إِلاَّ الذين عاهدتم مِّنَ المشركين ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يظاهروا عَلَيْكُمْ أَحَداً فأتموا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ المتقين } [ التوبة : 4 ] ويكون لليقين ، ويكون للميثاق ، ويكون للزمان . كما يقال : كان ذلك في عهد فلان أي : في زمانه . ويكون العهد للوصية ، كقوله : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشيطان } يعني : أن لا تطيعوا الشيطان . قال ابن عباس : من أطاع شيئاً فقد عبده { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } يعني : بيّن العداوة .