فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞وَلَقَدۡ فَتَنَّا قَبۡلَهُمۡ قَوۡمَ فِرۡعَوۡنَ وَجَآءَهُمۡ رَسُولٞ كَرِيمٌ} (17)

{ وَلَقَدْ فَتَنَّا } وقرئ فتنا بالتشديد على المبالغة أو التكثير لكثرة متعلقة أي ابتلينا { قَبْلَهُمْ } أي قبل هؤلاء العرب ، ليكون ما مضى من خبرهم عبرة لهم { قَوْمَ فِرْعَوْنَ } معه ومعنى الفتنة هنا أن الله سبحانه أرسل إليهم رسله وأمرهم بما شرعه لهم ، فكذبوهم ، أو وسع عليهم الأرزاق فطغوا وبغوا ، قال الزجاج : بلوناهم أي امتحناهم ، وفعلنا بهم فعل الممتحن ، والمعنى عاملناهم معاملة المختبر ببعث الرسل إليهم ، والتمكين في الأرض .

{ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } على الله ، كريم في قومه أي كريم في نفسه حسيب نسيب ، لأن الله لم يبعث نبيا إلا من سراة قومه وكرامهم ، وقال مقاتل : حسن الخلق بالتجاوز والصفح ، وقال الفراء كريم على ربه إذا اختصه بالنبوة وإسماع الكلام ، قال ابن عباس : هو موسى .