التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةٗ مِّن قَرۡيَتِكَ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَتۡكَ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ فَلَا نَاصِرَ لَهُمۡ} (13)

قوله : { وكأين من قرية هي أشد من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم } يعني ، وكم من أهل قرية يا محمد { أشد قوة من قريتك التي أخرجتك } أي أهلها أشد بأسا وأكثر جمعا وعددا من أهل قريتك وهي مكة التي أخرجك أهلها ، وقد روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة إلى الغار وأتاه ، فالتفت إلى مكة وقال : " أنت أحب بلاد الله إلى الله ، وأنت أحب بلاد الله إلي ، ولولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك " فأنزل الله الآية .

قوله : { أهلكناهم فلا ناصر لهم } وذلك تهديد من الله يتوعد به المشركين الذين أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بلده مكة ، فلئن أهلك الله الأمم الظالمة السابقة بكفرهم وتكذيبهم رسلهم وقد كانوا أشد قوة من مشركي مكة هؤلاء ، فما ظن المشركين من أهل مكة أن يفعل الله بهم في الدنيا من العذاب ؟ وإذا أتاهم بأس الله وانتقامه فليس لهم من دون الله حينئذ أيما نصير أو مجير{[4232]} .


[4232]:تفسير الرازي جـ 28 ص 50 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 175وتفسير الطبري جـ 26 ص 30، 31.