قوله : { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } يريد أهلَ قريةٍ ، ولذلك راعى هذا المقدَّرَ في " أَهْلَكْناهم " { فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ } بعد ما راعى المضافَ في قوله : " هي أشدُّ " والجملةُ مِنْ " هي أشدُّ " صفةٌ لقرية . وقال ابنُ عطية : " نَسَبَ الإِخراجَ للقرية ، حَمْلاً على اللفظِ ، وقال : " أهلكناهم " حَمْلاً على المعنى " . قال الشيخ : " وظاهرُ هذا الكلامِ لا يَصِحُّ ؛ لأن الضميرَ في " أهلكناهم " ليس عائداً على المضافِ إلى القرية التي أَسْنَدَ إليها الإِخراجَ ، بل على أهلِ القرية ، في قوله : { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } [ فإنْ كان أرادَ بقولِه : " حَمْلاً على المعنى " أي : معنى القرية مِنْ قوله : { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } ] فهو صحيحٌ ، لكنَّ ظاهرَ/ قولِه : " حَمْلاً على اللفظِ " و " حَمْلاً على المعنى " أَنْ يكونَ في مدلولٍ واحدٍ ، وكان على هذا يَبْقى " كَأَيِّنْ " مُفْلَتاً غيرَ مُحَدَّثٍ عنه بشيء ، إلاَّ أَنْ يُتَخَيَّلَ أنَّ " هي أشدُّ " خبرٌ عنه ، والظاهرُ أنَّه صفةٌ ل قرية " . قلت : وابن عطيةَ إنما أراد لفظَ القريةِ مِنْ حيث الجملةُ لا من حيث التعيينُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.