الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةٗ مِّن قَرۡيَتِكَ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَتۡكَ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ فَلَا نَاصِرَ لَهُمۡ} (13)

ثم قال : { وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم } [ 14 ] .

أي : وكم{[63448]} من أهل قرية هم أشد قوة من أهل مكة الذين أخرجوك منها أهلكوا على شدة قوتهم وتمكن بأسهم فلم{[63449]} ينصرهم ناصر من الهلاك ، فما ظنك يا محمد بأهل{[63450]} قريتك على ضعفهم وعدم الناصر لهم كيف تكون حالهم إن تمادوا على كفرهم بالله وتكذيبك .

قال ابن عباس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم{[63451]} لما خرج من مكة إلى الغار ، التفت إلى مكة فقال : أنت أحب بلاد الله إلى الله ، وأنت أحب بلاد الله إلي{[63452]} ذ ، فلو{[63453]} أن المشركين لم يخرجوني لم أخرج{[63454]} منك ، ( فأعتى الأعداء من عدا ){[63455]} على الله في [ حرمه ]{[63456]} أو قتل غير قاتله ، أو قتل بدخول الجاهلية{[63457]}/قال : فأنزل{[63458]} الله : { وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك } [ 14 ] الآية ( وأجرى الخبر للقرية ){[63459]} والمراد أهلها{[63460]} .


[63448]:ع: "وكأين".
[63449]:ع: "لكم": وهو تحريف.
[63450]:ع : "هل": وتحريف.
[63451]:ساقط من ع.
[63452]:ع : "إلى الله".
[63453]:ع : "ولو".
[63454]:ح : "يخرج".
[63455]:ع: "فأعد الأعداء من أعد" وهو تحريف.
[63456]:ع: "حرومه"، وفي ح: "جرمه" وكلاهما تحريف.
[63457]:الحديث رواه أحمد في مسنده 2/187 و 4/32، وابن حجر في المطالب العالية – كتاب: التفسير – سورة القتال 3/371.
[63458]:ع : "وأنزل".
[63459]:ع: "وأجر الخبر عن القرية: وهو تحريف.
[63460]:انظر: جامع البيان 26/31، وتأويل مشكل القرآن 162، وتفسير القرطبي 16/235، وابن كثير 4/176، وتفسير الخازن وبهامشه معالم التنزيل6/176، والدر المنثور 7/463، ولباب النقول 197، والبحر المحيط 8/78، وروح المعاني 26/47.