فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةٗ مِّن قَرۡيَتِكَ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَتۡكَ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ فَلَا نَاصِرَ لَهُمۡ} (13)

{ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم( 13 ) } .

كم من أهل قرية ، كثير من أقوام سكنوا مدائن لم يخلق مثلها في البلاد ، وكانوا أشد بأسا وأكثر أموالا وأولادا من أهل مكة الذين أخرجوك ، دمّرناهم وقتلناهم فلم يمنعهم منّا مانع ، ولم يرد عنهم بطشتنا مدافع .

[ صحح الحفاظ عن الثعلبي عن ابن عباس قال : لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال : ( اللهم أنتِ{[4827]} أحب البلاد إلى الله وأنت أحب البلاد إليّ ولولا المشركون أهلك أخرجوني لما خرجت منك ) . فنزلت الآية ]{[4828]} .


[4827]:بعد أن نادى صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه يشهده، التفت يناجي مكة قائلا:(..أنتِ أحب البلاد إلى الله..).
[4828]:أورد القرطبي نحو هذا جـ16ص235، وأورد ما يقاربه الألوسي، وعزاه إلى ابن جرير وأبي يعلى وغيرهما.